يقع كثير من الناس في خطأ شائع عندما يقارنون بين الحفظ والفهم. فتجدهم يكررون طرح السؤال: هل الحفظ أفضل أم الفهم؟ وهذا السؤال يشبه إلى حد كبير السؤال: هل الأكل أفضل أم
الشرب؟
فالحفظ أساس من أساسات التعليم. كما أن الفهم أساس من أساسات التعليم كذلك. ولا يمكن أن يتعلم الإنسان ما لم يكن حافظاً. كما لا يمكن أن يفهم الإنسان موضوعاً مالم يحفظ أساسات هذا
العلم وقواعده.
والشيء غير المرغوب فيه هو أن يحفظ الطالب دون أن يفهم ما يحفظ. وهذه المشكلة وبسبب تكرارها وازدياد مضارها جعلت الناس ينفرون من الحفظ، علماً بأن الذي يجب أن ينفروا منه هو
الحفظ دون الفهم.
ويستطيع الإنسان أن يحفظ دون أن يفهم، ولكنه لا يمكن أن يفهم دون أن يحفظ. ولذا فالحفظ هو الأساس والأداة الأولى المساعدة على الفهم.
وقد ذكرنا أن نقل المعلومات من الذاكرة اللحظية للذاكرة الدائمة يحتاج لعدد من العوامل المساعدة مثل التكرار، والاستخدام، والتجارب، والمحاولة وغير ذلك، وهذه العوامل بحد ذاتها هي
عوامل الحفظ والتلقي.
إن مشكلة الحفظ دون الفهم وتفشيها أدى إلى إهمال الحفظ وعدم التركيز عليه، واعتباره أحد عوائق التحصيل الدراسي السليم، وبالتالي محاربته.
علماً بأن للحفظ أهمية قصوى في آلية التحصيل الدراسي السليم، وهو أحد الروافد الرئيسة له
وله أهمية بالغة، وبدونه لا يمكن أن تستكمل دائرة التعليم التربوي السليم
ولا يمكن أن تتم عمليات التحصيل الدراسي
واكتساب المهارات.